
اليوم يوم رحمة ومغفرة وعتق من النار، وهو أغيظ يوم للشيطان، فعَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَرِيزٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا رُئِيَ الشَّيْطَانُ يَوْمًا، هُوَ فِيهِ أَصْغَرُ وَلَا أَدْحَرُ وَلَا أَحْقَرُ وَلَا أَغْيَظُ، مِنْهُ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ. وَمَا ذَاكَ إِلَّا لِمَا رَأَى مِنْ تَنَزُّلِ الرَّحْمَةِ، وَتَجَاوُزِ اللَّهِ عَنِ الذُّنُوبِ الْعِظَامِ، إِلَّا مَا أُرِيَ يَوْمَ بَدْرٍ». قِيلَ وَمَا رَأَى يَوْمَ بَدْرٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «أَمَا إِنَّهُ قَدْ رَأَى جِبْرِيلَ يَزَعُ الْمَلَائِكَةَ». موطأ مالك (1/ 422).
وكذلك باقي هذه الأيام المباركة، فأعظم الأيام عند الله يوم النحر، ذلك اليوم العظيم، لذا كان جماعة من الصحابة رضي الله عنهم، منهم عمر رضي الله عنه، يكبرون بعد الصلوات الخمس ابتداءً من فجر يوم عرفة إلى نهاية أيام التشريق.
وكان عمر رضي الله عنه، يكبر في خيمته في منى حتى يسمعه الناس ويكبرون بتكبيره، فالتكبير مشروع، وليس بواجب، ولكنه سنة في يوم عرفة، ويوم النحر، بعد الصلوات.
فيكبر المسلمون في الطريق وفي المساجد، وفي الأسواق، وأدبار الصلوات الخمس من فجر عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق.
وبالنسبة للتكبير في المساجد، كلٌ يكبر على حسب حاله، فإذا صادف صوته صوت أخيه فلا يضره ذلك.