
إن الله عز وجل يباهي الملائكة بأصناف معينة من الناس أصحاب طاعات مميزة، ومن هؤلاء الأصناف أولئك الذين حباهم الله ومنّ عليهم بالاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر، فعن الأغر أبي مسلم أنه شهد على أبي هريرة وأبي سعيد الخدري : أنهما شهدا على رسول الله ﷺ أنه قال: «ما من قوم يذكرون الله إلا حفت بهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده» سنن الترمذي، بسند حسن صحيح.
حفت بهم الملائكة: أي أحاطت بهم الملائكة الذين يطوفون في الطريق يلتمسون أهل الذكر.
نزلت عليهم السكينة: أي الطمأنينة والوقار، لقوله تعالى: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}، ومنه قوله تعالى: {هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانًا مع إيمانهم}.
وذكرهم الله فيمن عنده: أي ذكرهم الله مباهاةً وافتخاراً بهم بالثناء الجميل عليهم وبوعد الجزاء الجزيل لهم.
وفي صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري أن النبي ﷺ قال في القوم الذين جلسوا يذكرون الله ويحمدونه على أن هداهم للإسلام: «أتاني جبريل فأخبرني أن الله عز وجل يباهي بكم الملائكة». صحيح مسلم (4869).
قوله ﷺ: إن الله عز وجل يباهي بكم الملائكة: أي يظهر فضلكم لهم، ويريهم حسن عملكم، ويثني عليكم عندهم.
فلا يفوتنكم هذا الأجر والثواب أحبابنا الكرام..