وهذا من تيسير المولى عز وجل على عباده المؤمنين، أن رتب لهم على العمل اليسير الأجر العظيم، فنجد أن ذكر الله يغفر الذنوب، ويرفع الدرجات، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: «مَن قالَ: لا إلَهَ إلَّا الله، وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ، وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، في يَومٍ مِائَةَ مَرَّةٍ، كانَتْ له عَدْلَ عَشْرِ رِقابٍ، وكُتِبَتْ له ماِئَةُ حَسَنَةٍ، ومُحِيَتْ عنْه مِائَةُ سَيِّئَةٍ، وكانَتْ له حِرْزًا مِنَ الشَّيْطانِ يَومَهُ ذلكَ حتَّى يُمْسِيَ، ولَمْ يَأْتِ أحَدٌ بأَفْضَلَ ممَّا جاءَ به، إلَّا أحَدٌ عَمِلَ أكْثَرَ مِن ذلكَ». صحيح البخاري (3293).
وإنما جعله سبحانه متاحاً في كل وقت وحين، فالصلاة مقيدة بأوقات معينة، والصيام والحج، والعمرة لها شروط معينة، إلا ذكر الله، فإنه يشرع في كل وقت؛ بل ولو كان الإنسان غير متوضىء فله أن يذكر الله.
وإنما يذكرك كما ذكرته، ولكن في ملأ خير منه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي ﷺ قال: «يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً». صحيح البخاري (7405)، صحيح مسلم (2675).
والله ما أعظم ذكر الله، يكيفك أن الله يذكرك، ويباهي بك الملائكة، لأنك مداوم على ذكر الله.
كما في الحديث السابق: «وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي»، فيحفظك المولى عز وجل ويرعاك وتحوطك عنايته سبحانه.
وانظر كيف أن الله عز وجل نجا يونس عليه السلام من ظلمة بطن الحوت وظلمة الليل وظلمة البحر، ظلمات ثلاث نجاه الله منها، والسبب: {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [الصافات: 143، 144]، إنه ذكر الله.
ومن صلح قلبه صلحت جميع جوارحه، قال ﷺ: «أَلاَ وَإِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً: إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، أَلاَ وَهِيَ القَلْبُ». صحيح البخاري (52)، صحيح مسلم (1599).
إن أفضل أوقات ذكر الله هو وقت رخاءك ووقت صحتك ووقت فراغك؛ لأنه هو الرصيد الذي ينجيك الله به من الشدائد، لذا قال الحبيب ﷺ: «احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ، تَعَرَّفْ إِلَيْهِ فِي الرَّخَاءِ، يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ». مسند أحمد (2803).
فأكثر من ذكر الله الآن، واحرص على ملازمة ذكره سبحانه، ففيه نجاتك من كل مكروه وحفظك من كل سوء، وحصنك من كل شيطان، وسلامتك من كل شر.
ولله الحمد قد وفرنا لك بالمصلي نافذة الأذكار، وبها الأذكار المنوعة، وهي كل الأذكار المطلقة التي كان يداوم عليها النبي ﷺ في جميع أحواله، فواظب عليها وأكثر منها، وابدأ الآن ولا تسوف...
اكتب لنابالتعليقات أكثر ذكر يلهج به لسانك دائماً..
شارك الفائدة مع أحبابك ودلهم على جميل وعظيم فوائد ذكر الله....
الصلاة ليست مجردَ مجموعةِ حركاتٍ نؤديها كي نُسقِط عن أنفسنا الفريضة، وإنما مفهوم الصلاة أبعد وأدق من ذلك بكثير. انقر هنا لتتعرَّف على المزيد.
كان الصحابة رضوان الله عليهم أصحاب فهم رائع واستيعاب مميز لكلام النبي ﷺ، فقد علموا السر وراء الدعاء؛ لذا فقد أكثروا منه! انقر وتعرف على المزيد
إنها الصلاة، فمن فضل الصلاة أن الله ييسر لك بها كل أحوالك وأعمالك، مع راحة في الدنيا وسعادة في الآخرة، تغسل الخطايا وترفع الدرجات، ومن فضل الصلاة أن لها أثرًا عظيمًا في حياتك! انقر هنا للمزيد