
ذكر ابن القيم في كتابه زاد المعاد عن زيد بن ثابت رضي الله عنه أنه قال: "بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد أطلب سعد بن الربيع، فقال لي: إن رأيته فأقرئه مني السلام، وقل له: يقول لك رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف تجدك؟ قال: فجعلت أطوف بين القتلى فأتيته، وهو بآخر رمق، وفيه سبعون ضربة، ما بين طعنة برمح، وضربة بسيف، ورمية بسهم، فقلت: يا سعد، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليك السلام، ويقول لك: أخبرني كيف تجدك؟ فقال: وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم السلام، قل له: يا رسول الله، أجد ريح الجنة، وقل لقومي الأنصار: لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيكم عين تطرف، وفاضت نفسه من وقته". زاد المعاد في هدي خير العباد (3/ 185).
وهذا نصح من سعد بن الربيع رضي الله عنه لله ورسوله، وفيه دلالة على قوة إيمانه، ومدى حبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وحرصه على حمايته وسلامته رغم أنه في سكرات الموت، ولذلك قال: "لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيكم عين تطرف".