في لحظات أوقف الله تعالى سرعة الحياة، ليثبت لنا أن همومنا ومشاغلنا ومشاكلنا ليست حقيقية، فنحن من جعلنا لها هذا القدر الزائد من الاهتمام.
أوقفنا الله تعالى ليذكرنا بأنه الفعال لما يريد، وأن القوة المادية التي اغتررنا بها، والتكنولوجيا المتطورة التي سلبت عقولنا، ليست إلا لعباً ولهواً، وأنه تعالى بمخلوق لا يُرى بالعين المجردة أوقف الكل عاجزاً أمام قدرته.
أوقفنا الله ليذكرنا بأن لنا في البيوت شركاء تعمقت الغربة بيننا رغم قربنا، وأرحاماً مقطوعة، وأصحاباً وأحباباً انقطعت مودتهم، وجف الحب، وضعفت أحاسيس العطف والود، وسط صخب الحياة وسرعتها الهادرة.
أوقفنا الله ليسال أحدنا نفسه من أنا؟ وماذا حققت؟ وهل أنا مستعد الآن للقاء الله مطمئناً لهذا اللقاء مشتاقاً إليه؟
أوقفنا الله لنراجع أنفسنا ونجدد العهد ونتخلص من أسباب الإخفاق، ونصدق في التوبة.
أوقفنا الله لنعيد الصلة برسالة السماء الأخيرة إلى الأرض: {وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّك} [الكهف: 27].
شارك هذا المقال
