
كان أحد خطباء مصر فصيحًا متكلمًا مقتدرًا، وأراد هذا الخطيب أن يمدح أحد أمراء مصر عندما أكرم طه حسين، وكان طه حسين أعمى، فقال الخطيب في خطبته: جاءه الأعمى، فما عبس بوجهه وما تولى!.
فما كان من الشيخ محمد شاكر - والد الشيخ أحمد شاكر - إلا أن قام بعد الصلاة، يعلن للناس أن صلاتهم باطلة، وعليهم إعادتها؛ لأن الخطيب كفر بشتمه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يقول أحمد شاكر: (ولكن الله لم يدعْ لهذا المجرم جرمه في الدنيا، قبل أن يجزيه جزاءه في الأخرى، فأقسمُ بالله لقد رأيته بعيني رأسي، بعد بضع سنين، وبعد أن كان عاليًا منتفخًا، مستعزًّا بمَن لاذ بهم من العظماء والكبراء، رأيته مهينًا ذليلًا، خادمًا على باب مسجد من مساجد القاهرة، يتلقى نعال المصلين يحفظها في ذلة وصغار، حتى لقد خجلت أن يراني، وأنا أعرفه وهو يعرفني، لا شفقة عليه، فما كان موضعًا للشفقة، ولا شماتة فيه؛ فالرجل النبيل يسمو على الشماتة، ولكن لما رأيت من عبرة وعظة).
المصدر: كلمة الحق للدكتور عبد العزيز العبد اللطيف.