مدونة المصلي >> أخرى

فوائد وعجائب الصلاة على القلب والوجدان وأعضاء الإنسان!

فوائد وعجائب الصلاة على القلب والوجدان وأعضاء الإنسان!
2019/07/13
44,860

الصلاة هي الصلة بين العبد وربه، إنها أُمّ العبادات وأساس الطاعات، إنها نهر الحسنات الجاري وسيل الأجور الساري، إنها العبادة التي لا يقبل الله من عبد صرفًا ولا عدلًا إلا إذا أقامها، إنها عمود الدين وشعاره، وأُسّه ودِثاره. إنها قرة عيون المؤمنين كما صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : «وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ». مسند أحمد (21/ 433).

وعَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: قَالَ مِسْعَرٌ أُرَاهُ مِنْ خُزَاعَةَ: لَيْتَنِي صَلَّيْتُ فَاسْتَرَحْتُ، فَكَأَنَّهُمْ عَابُوا عَلَيْهِ ذَلِكَ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «يَا بِلَالُ أَقِمِ الصَّلَاةَ أَرِحْنَا بِهَا». سنن أبي داود بسند صحيح (4985).

(لَيْتَنِي صَلَّيْتُ فَاسْتَرَحْتُ) أَيْ بِعِبَادَةِ رَبِّي وَمُنَاجَاتِهِ، وَلَذَّةِ قِرَاءَةِ آيَاتِهِ. وَقَالَ الطِّيبِيُّ: عَابُوا تَمَنِّيَهُ الِاسْتِرَاحَةَ فِي الصَّلَاةِ وَهِيَ شَاقَّةٌ عَلَى النَّفْسِ وَثَقِيلَةٌ عَلَيْهَا، وَلَعَلَّهُمْ نَسُوا قَوْلَهُ تَعَالَى: {وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} [البقرة: 45]، يقصد الطيبي رحمه الله: أن من يخشع في صلاته فإنها تكون له راحة في القلب والوجدان وكذلك راحة في الجسد؛ لأن مسعر رضي الله عنه تمنى الاستراحة بالصلاة، فهي راحة لكل شيء إذا تحقق الخشوع: {وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} [البقرة: 45]. قَالَ الطِّيبِيُّ: أَرِحْنَا بِأَدَائِهَا مِنْ شُغْلِ الْقَلْبِ، وَقِيلَ: كَانَ اشْتِغَالُهُ (صلى الله عليه وسلم) بِالصَّلَاةِ رَاحَةً لَهُ، فَإِنَّهُ كَانَ يَعُدُّ غَيْرَهَا مِنَ الْأَعْمَالِ الدُّنْيَوِيَّةِ تَعَبًا، وَكَانَ يَسْتَرِيحُ بِالصَّلَاةِ لِمَا فِيهَا مِنَ الْمُنَاجَاةِ، وَلِذَا قَالَ: «وَقُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ». مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (3/ 939).

إن توقيت الصلوات الخمسة بما يتوافق مع بزوغ الفجر وشروق الشمس وزوالها وغيابها وغياب الشفق تتوافق مع العمليات الحيوية للجسم،مما يجعلها كالمنظم لحياة الإنسان وعملياته الفيزيولوجية.

فعند أذان الصبح والذي يعتبر بداية بزوغ الفجر يبدأ إفراز الكورتيزون في الجسم بالازدياد كما يتلازم مع ارتفاع في ضغط دم الجسم مما يشعر الإنسان بالحيوية والنشاط في هذا الوقت. وفي  هذا الوقت تكون نسبة غاز الأكسجين مرتفعة في الجو ونسبة مرتفعة من غاز الأوزون أيضاً والذي ينشط الدورة الدموية والجهاز العصبي والعضلي.

أما عند صلاة العشاء فيفرز الجسم مادة الميلاتوئين التي تؤدي إلى استرخاء الجسم وتهيئته للنوم، وفي هذا الوقت تأتي صلاة العشاء ليختم بها المؤمن صلواته اليومية ويخلد بعدها للنوم.

من الكشوفات الحديثة عن أسرار الصلاة أنها وقاية من مرض الدوالي بسبب الحركات التي يؤديها المؤمن في صلاته من ركوع وسجود والتي تجدد نشاط الدورة الدموية وتعيد تنظيم ضغط الدم في كافة أجزاء الجسم.

فالصلاة راحة للقلب، وراحة للوجدان، وراحة للجسد والأعضاء كذلك، وذلك بشرط تحقق الخشوع.

ونحن لا نصلي لأن الأبحاث أثبتت أن للصلاة فوائد لأعضاء الجسم، ولكن نصلي لأن المولى عز وجل أمرنا بذلك{وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِين} [البقرة: 43]، ولأن الصلاة عماد الدين «رَأْسُ الْأَمْرِ الْإِسْلَامُ وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ»، أما معرفة ما فيها من الفوائد المحسوسة للإنسان بالأدلة القطعية التي لا تقبل الشك، فإنما هو من باب زيادة يقين وإيمان بأن المولى عز وجل ما أوجب علينا إلا كل خير، وما حرم علينا إلا كل شر، فالخير كل الخير فيما أحل الله لنا، والشر كل الشر فيما حرم المولى عز وجل علينا، ونحن في ذلك لنا أسوة بالخليل عليه السلام حينما سأل ربه أن يريه كيفية إحياء الموتى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} [البقرة: 260].

 

راجع:

 

1)  Researchers Look at Prayer and Healing, http://www.washingtonpost.com/wp-dyn/content/article/2006/03/23/AR2006032302177.html

2)     "Results of the first multicenter trial of intercessory prayer, healing touch in heart patients." Duke University. July 14. 2005.

3)     Astin, John A. Ph.D., et al. "The efficacy of 'distant healing': A systematic review of randomized trials." Annals of Internal Medicine. June 6, 2000. http://annals.highwire.org/cgi/reprint/132/11/903.pdf

مقالات متعلقة

مع تطبيق المصلي تعرف على المساجد القريبة أينما كنت بمنتهى الدقة

حمل المصلي الآن

مدار للبرمجة © 2022 جميع الحقوق محفوظة لشركة مدار البرمجة