
عن حميد بن هلال العدوي: حدثني ابن عمي، أخي أبي، قال: خرجت مع أبي مسلم الخولاني في جيش فأتينا على نهر عجاج منكر، فقلنا لأهل القرية: أين المخاضة؟ فقالوا: ما كانت ههنا مخاضة ولكن المخاضة أسفل منكم على ليلتين، فقال أبو مسلم: اللهم أجزت بني إسرائيل البحر، وإنا عبيدك وفي سبيلك، فأجزنا هذا النهر اليوم، ثم قال: اعبروا بسم الله.
قال ابن عمي: وأنا على فرس فقلت: لأدفعنه أول الناس خلف فرسه، قال: فو الله ما بلغ الماء بطون الخيل حتى عبر الناس كلهم، ثم وقف وقال: يا معشر المسلمين، هل ذهب لأحد منكم شيء فأدعو الله تعالى يرده؟.
يقول ابن كثير رحمه تعليقًا على هذه الكرامة: فهذه الكرامات لهؤلاء الأولياء، هي معجزات لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنهم إنما نالوها ببركة متابعته، ويمن سفارته، إذ فيها حجة في الدين، أكيدة للمسلمين.
البداية والنهاية (6/ 293).