
عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَنَفَّسُ فِي الشَّرَابِ ثَلَاثًا، وَيَقُولُ: «إِنَّهُ أَرْوَى وَأَبْرَأُ وَأَمْرَأُ»، قَالَ أَنَسٌ: «فَأَنَا أَتَنَفَّسُ فِي الشَّرَابِ ثَلَاثًا». صحيح مسلم (2028).
فقول أنس رضي الله عنه في وصف شرب النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان (يَتَنَفَّسُ فِي الشَّرَابِ ثَلَاثًا) يعني أنه كان يتنفس أثناء الشراب، لكن إخراج هذا النفس إنما يكون خارج الإناء، كما بين ذلك الإمام النووي رحمه الله. شرح مسلم (13/199)
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- زجر عن الشرب قائماً» صحيح مسلم (112/ 2024).
ومع ذلك أيضًا فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه شرب قائمًا، فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «سَقَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ زَمْزَمَ فَشَرِبَ وَهُوَ قَائِمٌ». صحيح مسلم (117/ 2027).
يقول النووي رحمه الله: ”ليس في هذه الأحاديث بحمد الله تعالى إشكال ولا فيها ضعف بل كلها صحيحة، والصواب فيها أن النهي فيها محمول على كراهة التنزيه. شرح النووي على مسلم (13/ 195).
فكأنه يريد أن يقول أن فعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك (وهو الشرب قائمًا) فيه جواز لمن لم يستطع الشرب جالسًا، أن يشرب قائمًا، فهو تخفيف على من أراد الشرب ولا يستطيع الجلوس، فالأصل أن يشرب الإنسان جالسًا.
وكشفت الأبحاث الطبية الحديثة أن الشرب وتناول الطعام جالسًا أصح وأسلم وأهنأ وأمرأ؛ حيث تكون الأعضاء ساكنة، والمعدة مستريحة، فيسيل الماء من فمها على جدرانها بلطف وتؤدة". الحقائق الطبية في الإسلام، للدكتور عبد الرزاق الكيلاني (154).