
يوم عرفة أحد الأيام العشرة المفضلة في أعمالها على غيرها من أيام السنة، وخير الدعاء إنما يكون في يوم عرفة، قال صلى الله عليه وسلم: «خير الدعاء دعاء يوم عرفة» سنن الترمذي (3585)، وقال صلى الله عليه وسلم: «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار، من يوم عرفة» صحيح مسلم (1348). وحتى يرزقنا الله كل هذه النفحات والرحمات الجليلة فلابد من البعد عن موانعها، وأعظم هذه الموانع ما يلي:
الأول: التخاصم والقطيعة: عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة لا يقبل الله لهم صلاة: إمام قوم، وهم له كارهون، وامرأة باتت وزوجها عليها غضبان، وأخوان متصارمان». أي متقاطعان. صحيح ابن حبان (5/ 53).
الثاني: تأخير الصلاة عن وقتها حتى دخول الصلاة التي تليها عن عبد الله بن عمرو، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: «ثلاثة لا يقبل الله منهم صلاة: من تقدم قومًا وهم له كارهون، ورجل أتى الصلاة دبارًا، ورجل اعتبد محرره». والدبار: أن يأتيها بعد أن تفوته. سنن ابن ماجه (970).
الثالث: عدم اليقين بإجابة الدعاء: عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يقبل دعاء من قلب غافل لاه». المستدرك على الصحيحين للحاكم (1/ 670).
الرابع: أكل الحرام: عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيها الناس، إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا، إني بما تعملون عليم} [المؤمنون: 51] وقال: {يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم} [البقرة: 172] ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء، يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك؟». صحيح مسلم (2/ 703).
فإذا دعا العبد بالمغفرة، وهو آكلٌ لأموال الناس بالباطل ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام، فجديرٌ أن لا يُستجاب له.
الخامس: المجاهرة بالذنب: وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «كلُّ أمَّتي مُعافًى إلَّا المُجاهِرينَ، وإنَّ منَ المُجاهرةِ أن يعمَلَ الرَّجلُ باللَّيلِ عملًا، ثُمَّ يصبِحَ وقد سترَه اللَّهُ، فيقولَ: يا فلانُ، عمِلتُ البارحةَ كذا وَكذا، وقد باتَ يسترُه ربُّهُ، ويصبِحُ يَكشِفُ سترَ اللَّهِ عنهُ». (صحيح البخاري: 6069).