مدونة المصلي >> أخرى

أحكام هامة جداً للأذان في زمن الكورونا!

أحكام هامة جداً للأذان في زمن الكورونا!
2020/04/05
34,958

لا خلاف بين العلماء في أنه يجوز للمؤذن أن يقول: " الصلاة في الرحال " أو " صلوا في رحالكم " أو " صلوا في بيوتكم " ، إذا كان هناك عذر من مطر أو وحل أو برد شديد أو ريح شديدة أو وجود وباء كجائحة كورونا؛ لثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وقد جاءت السنة بتخيير المؤذن، فإما أن يقول هذا القول بعد تمام الأذان، وإما أن يقوله بدلاً من قوله : "حي على الصلاة" .

روى البخاري (666) ، ومسلم (697) عَنْ نَافِع ، قَالَ : " أَذَّنَ ابْنُ عُمَرَ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ بِضَجْنَانَ ، ثُمَّ قَالَ : صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ ، فَأَخْبَرَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْمُرُ مُؤَذِّنًا يُؤَذِّنُ ، ثُمَّ يَقُولُ عَلَى إِثْرِهِ : «أَلاَ صَلُّوا فِي الرِّحَالِ» فِي اللَّيْلَةِ البَارِدَةِ ، أَوِ المَطِيرَةِ ، فِي السَّفَرِ .

وروى البخاري (668)، ومسلم (699) واللفظ له ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الحَارِثِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّهُ قَالَ لِمُؤَذِّنِهِ فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ : " إِذَا قُلْتَ : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ ، فَلَا تَقُلْ : حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ ، قُلْ : صَلُّوا فِي بُيُوتِكُمْ " ، قَالَ : فَكَأَنَّ النَّاسَ اسْتَنْكَرُوا ذَاكَ، فَقَالَ: " أَتَعْجَبُونَ مِنْ ذَا ؟! ، قَدْ فَعَلَ ذَا مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي ، إِنَّ الْجُمُعَةَ عَزْمَةٌ ، وَإِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أُحْرِجَكُمْ ، فَتَمْشُوا فِي الطِّينِ وَالدَّحْضِ ".

ولكن هل يقول المؤذن " حي على الفلاح " بعد قوله " صلوا في رحالكم "؟

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : نعم، ربما نقول: حي على الفلاح؛ لأن الإنسان مفلح، ولو صلى في بيته، والحديث ليس فيه إلا حي على الصلاة ".

وإجابة المؤذن على قوله: صلوا في رحالكم، محل خلاف بين العلماء رحمهم الله:

القول الأول: يقول لا حول ولا قوة إلا بالله لأنها كالحيعلة.

القول الثاني: لا يقول شيئاً، وهو لبعض المعاصرين، كالتثويب، وهو مقتضى مذهب المالكية.

القول الثالث: يقول مثله  كالتثويب، وهو مقتضى مذهب جمهور الفقهاء؛ لأن كلاً منهما تنبيه،  وكلمات ليست أصيلة في الأذان، لعموم حديث: (فقولوا مثل ما يقول).

ولا تقال: ألا صلوا في رحالكم في الإقامة.

وهل يقال بأن الصلاة في الرحال لا تقال مادام الناس عرفت بإغلاق المساجد؟

الجواب: لا؛ لأن العذر قائم، والحكم يدور مع العلة وجوداً وعدماً، فما دام خطر كورونا قائم، فيقول المؤذن: صلوا في رحالكم.

للاستزادة: التمهيد لابن عبدالبر، شرح القسطلاني للبخاري، شرح مسلم للنووي، إكمال المعلم بفوائد مسلم، فتح الباري لابن حجر ولابن رجب وعمدة القاري للعيني، شرح الزرقاني للموطأ، شرح العمدة لابن تيمية، نيل الأوطار للشوكاني، أحكام الأذان للحازمي.

مقالات متعلقة

مع تطبيق المصلي تعرف على المساجد القريبة أينما كنت بمنتهى الدقة

حمل المصلي الآن

مدار للبرمجة © 2022 جميع الحقوق محفوظة لشركة مدار البرمجة