
جاء عن النبي ﷺ أن من صلى ثنتي عشرة ركعة في كل اليوم، بنى الله له بيتاً في الجنة، فعن أم حبيبة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي لِلَّهِ كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعًا غَيْرَ فَرِيضَةٍ، إِلَّا بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ ) . صحيح مسلم.
وقد فصل النبي ﷺ هذه الركعات في حديث آخر فقال: «مَنْ صَلَّى فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ، ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً ، بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ ، أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ»، صحيح سنن الترمذي.
ونلاحظ في هذا الحديث أن النبي ﷺ لم يذكر فيه السنن الرواتب يوم الجمعة، فقد قال: «أربعاً قبل الظهر وركعتين بعدها»، ومعلوم أن الظهر غير الجمعة.
فعلى هذا، يكون يوم الجمعة مستثنى من عموم حديث: «يُصَلِّي لِلَّهِ كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً ... الحديث»، فيكون الفضل الوارد خاص بغير يوم الجمعة.
لكن هذا لا يعني أن لا يحرص المسلم على التنفل قبل صلاة الجمعة والإكثار من ذلك، فقد جاء في فضل التنفل قبل صلاة الجمعة، ما رواه البخاري (910) عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَتَطَهَّرَ بِمَا اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ، ثُمَّ ادَّهَنَ أَوْ مَسَّ مِنْ طِيبٍ، ثُمَّ رَاحَ فَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ اثْنَيْنِ، فَصَلَّى مَا كُتِبَ لَهُ، ثُمَّ إِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ أَنْصَتَ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى».
وأجاب الشيخ الدكتور بندر بن نافع العبدلي عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم عند سؤاله عن السنن الرواتب يوم الجمعة: "صلاة الجمعة ليس لها راتبة قبلها، لكن لها راتبة بعدها، وهي أربع ركعات؛ قال ﷺ : «إذَا صَلَّى أحدُكم الجُمُعةَ فَلْيُصَلِّ بَعْدَهَا أَرْبَعًا» صحيح مسلم، وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه ﷺ: «كان لا يصلي بعد الجمعة حتى ينصرف، فيصلي ركعتين في بيته». رواه الشيخان.
وقد جمع بعض أهل العلم بين الحديثين بأنه إن صلى في المسجد صلى أربعًا، وإن صلى في بيته صلى ركعتين، وقال آخرون: بل يصلي ست ركعات، أربع ركعات بعد الجمعة بالمسجد، وركعتين بالبيت، جمعًا بين الحديثين، وقال آخرون: بل يصلي بعد الجمعة أربع ركعات مطلقًا، سواء صلى في المسجد أو في البيت؛ فإذا صلى الإنسان الجمعة فإنه يصلي بعدها أربع ركعات سفرًا أو حضرًا ، وسواء صلاها في المسجد أو في البيت، وحينئذ فيكون يوم الجمعة مستثنى من عموم حديث: «مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي لِلَّهِ كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعًا غَيْرَ فَرِيضَةٍ إِلَّا بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ» أخرجه مسلم (728).
والخلاصة أن المسلم عليه أن يواظب على السنن الرواتب في كل أيام الأسبوع، وأما في يوم الجمعة فيحافظ عليها في كل الصلوات، وأما صلاة الجمعة فله أن يتنفل قبلها، قبل الأذان وقبل صعود الإمام على المنبر، ثم يصلي أربع ركعات بعد الجمعة.
شارك الفائدة مع أحبابك ودلهم على الخير.....
المصادر:
فتاوى "اللجنة الدائمة" (8/261) .
موقع الإسلام سؤال وجواب
موقع الإسلام اليوم